نصوص

الوجع أن ألتقيك

محمود خطاب
الوجعُ هو أن ألتقيَكِ
بعد أحدَ عشرَ عاماً
على سُلّمِ باص ,
أهبطُ
وأنتِ تصعدين ,
تتصافحُ أنفاسُنا والنّظرات ,
أفتّشُ وجهَكِ بالإبتساماتِ
الّتي ترتجفُ على شفتيّ ,
تتعانقُ ملامحُنا في اللّحظاتِ الأخيرة ,
أقولُ أحبُّكِ ..
فيتجمّدُ في حنجرتي الكلام
أحبُّكِ وتدفعُني أيادي المسافرين
أحبُّكِ ويُغلقُ بابُ الباص
أحبُّكِ ..
فيا أيّها السّائقُ الطيِّبُ القلب
لا تتحرّكْ رجاءً
فقلبي تحت العجلات ,
أحبُّكِ ويدي حمامةٌ مذبوحةٌ
تنزفُ على زجاجِ الباب ,
أحبُّكِ ..
وتخذلُني نظراتُ الرّكّابِ من النوافذ
وروحي الّتي ظلت معلّقةً على درجِ الباص
تدعسُها أقدامُ المسافرين
وأحذيةُ الحزنِ المبلّلة
والغبار
والغبار