نصوص

بطريقة ما تعلمت الرذالة كلها

سوزان آزاد


بطريقة ما
تعلمت الرذالة كلها
وصاحبتني السمعة السيئة
أن يعترف المرء بسوءته، ليس بالأمر الصعب
نصائح الاطباء البالية من قبيل: تحدثي لمرآتك.
لا تجدي نفعاً ، كيف ينصح الأغبياء مرضاهم
بالتحدث للمرايا
مرّة تحدثت مع مرآتي فصفعتني التي بداخلها
ارعبتني تلك الوغدة التي كانت تقلد حركات فمي
قلت لها: اللعنة على سماكِ
الاعتراف بالذنب فضيلة كما يقال
وأنا سأعترف بكل ذنوبي
وأنا في العاشرة تقريباً
سرقت من دالية في باب توما
قطف عنب
في المناسبة يومها وقعت من أعلى السور
جرحت ساقي من غصن وغد
والساق الثانية التي كان من نصيبها إحدى عشرة غرزة
عضها كلب الحراسة
كلب الحراسة الوغد ماذا يفعل تحت دالية!
مرة كنت ألعب كرة القدم في الشارع
كل الاولاد أحرزوا أهدافا
والركلة الوحيدة التي كانت من نصيبي
كسرت شباك قحبة تسكن في الحي
ردحت حتى أسكت صوتها أبي،
بثلاثة غرز في رأسي
مرة مرضت جدتي
كانت تئن طوال الوقت بصورة مزعجة
وتبول على حفاظ خاص للعجائز
كنت البنت الوحيدة التي تشاغب
فجزاء ذلك
لازمتها
يوماً شعرت أن الجدّة اشتاقت للرب
فساعدتها بذلك
لم أغلق أنبوبة الاوكسجين فحسب
بل ساعدت روحها على الهرب
ومرة كنت عذراء أكثر من اللازم
ولأن الدواعش في قبضّة الحرب
ومحاطون من كلِّ جانبٍ بالفراغ العاطفي
استشهدت بكارتي
ولأني تمنّعت وأنا كما يدَّعون مشتهية
نُحرت رقبّة أبي
يومها دعوت بلغتي الأم ( Xudan, îmha, zilm, zilm)
فاستجاب التحالف قبل الرب
وانهار سقف البيت على بقايا اخوتي.
سوزان آزاد