نصوص

كنت أظنني مثل صلصال

صلاح فائق

كنتُ أظنني قوياً مثل صلصالِ زقورة
لأن في روحي البريئة ملحُ اعشاب .
طويلاً تسلقتُ جبالاً بفخذينِ من صخر
فوجئتُ بوصولي ليس الى ما أردتُ :
بوابة مفتوحة لا تؤدي الى اي مكان
في الطريقِ لم اعثر على ينبوعٍ
ولا على شجرةٍ لأستظلّ تحتها لبعض الوقت
*
ما جدوى أن أمضي , فصلاً بعد فصل ,
في روايةٍ لم اكتبها بعد ,
لأشتري شموعاً لمدينةٍ مظلمةٍ , باحثاً فيها عن طفلٍ ضائعٍ
بينما اسمعُ صوتهُ ألآنَ من هذا المحيط ؟
*
إنليل , أين أنتَ في هذه ألأيام ؟ أعد إلينا كلكامش ,
مدننا إمتلأتْ بالوحوش
إنطفأت قناديلُ بابل منذ سنوات
ولم تعد زقوراتك الجميلة غير مباغٍ لمقاولين وتجار معابد :
شاعرٌ بعد شاعر يموتُ في شارع الموكب
يائساً من غيابِ ألأفق
إنليل , أين أنت ألآن ؟
*
اسمعُ طائرةً مروحيةً تدورُ حول بيتي
وجنوداً يطرقون بابي بشدة
-ماذا تريدون ؟ أصرخُـ
إفتح الباب . أين ثوركَ المجنّح ؟
ـ لماذا , ماذا فعل ؟
ـ تدعي انك لا تعرف ؟ , ثورك حطّم بوابة سجنٍ هنا ,
وفي جزيرة اخرى رآك حراسٌ تحرضهُ وأنت تغني .
أهرعُ الى الباب , أفتحهُ , لا أحد
انادي حارس المبنى
ـ من كان يطرقُ الباب ؟
ـ لم أر أحداً
ـ والطائرة المروحية , ألم تشاهدها أيضاً ؟
– طائرة مروحية ؟ هنا ؟

*