نصان

مبارك وساط
1
العاصفة التي طوّحَتْ بأفكاره
لم تُبق في ذهنه سوى كومات ثلج
وعشب حديقته
انقلب إلى قطن
أصداء نُباح نفذتْ عبر نافذته
لكن ليس في الخارج شَبَحُ كَلب
هنالك أعمدة كهربائيّة فحسب
وهو يراها بيضاء
لا يَدري هل هي التي أصبحتْ شموعاً
أمْ أنّه يراها فحسب
مِن خلال عقله المترَع بالثّلوج
في الصّباح شَعر بِقلق وَخَرَج
فكّر : « عليّ أن أسحب ما لديّ في البنك
قبل أن تُصبح الأوراق النّقديّة التي في حِسابي
مجرّد أوراق رهيفة
لِلَفّ الحَشيش”
في طريقه تذكّر أنّ رَصيده فارغ تماماً
فتوقّف عن السّير
وتنفّس الصُّعَداء
***
2
امرأة تَمسح حُزن البارحة
عن طاولة فوقها كتاب
هي تعرف الكثير من أسماء الجبال
والمطرُ الأخير
قاسمها أسراره
« أنا في سِنّ البَرق”
هذا ما تقوله وتبتسم
تعرَّفتُ عليها يوماً وعلى الفور
شاركتني البحث عن قدّاحة
كنتُ أضعتُها وسط أحجار وحصى كثير
تلك كانت قدّاحتي الحمراء
كم مرّةٍ وضعتُ يدي في جيب بنطالي
فوجدتها رقيقة وهادئة ولطيفة
لقد كانت ملِكة على شرارات
وتشرّبت ضحكات في حانات
وكثيراً ما سافرتْ حتّى الأفق
وأصبحتْ نجمة جميلة
لقد عاشت حياة حافلة
والمرأة التي في عمر البروق
تمسح حزن البارحة عن طاولة فوقها كتاب
سأجلس قبالتها
ونلعب مباراة شطرنج