نصوص

عَجِينُ وحْي، خُبْز بَوْح

 
توفيق بوشري
كل قصيدة..
آتي بها من شرفة، أو فلة، أو جدول، أو طفلة، أو من نسيم من زنجبيل، من قبة كالسماء من طيب كالمسك،
أو رائحة كالحب
من خرير، من حليب عذب المذاق واللون والضرع
والقداسة،
كالبركات..
لا أجد لمن أهديها..
أهديها لمن لا يحب له أن أهديها..
..
كل وردة..
أحملها بين يدي
كقطعة ماء في صحراء
أو في مدينة لونها باهت كما وجه شاحب من لحم رخيص يقف في مسرح من ثلج يعزف الفراغ و ينتظر..
أزفها عروسا إلى أرواح لا حية تفعمها ولا ميتة تحييها أو تأخذ بيدها إلى دفء أو قرنفل..
..
كل جوهرة..
أشتاق إلى وجهها وهي صاعدة نشوة خطوة تجتاح العالم لتدفئ نار الوجود في سم إبرة صباباتي..
أصدحها..
كزيتونة.. من سوء حبها ـ وهي التي لا حبها حب ولا عشق ولا شيء عادي إنما وصل سري ـ لا تبصرون كيف من زيتها إذا ما أضأتم، تأكلون وتشربون، وفرضا ما فعلتم، ففي ظلها تلهثون انتعاشا وما تبصرون..
..
كل كلمة..
تسقي أعشاشا هجرتها العصافير وأشياء جميلة.. ماءً من هواء أو هواء من شوق، ليفضل على أقل أمل، بصيص الربيع.. حرفة الحياة..
أصيحها..
في وجه البؤس..
..
كل رؤيا..
تهديني إياها تلك النسمة من تماس زقزقات بارقة تفوح بألوان الفراش إثر بوح مثير بلذة غير مسبوقة كل مرة.. ولا لها محاولة تعريف إلا السحر..
لا تكون إلا.. صباحا جديدا
أو.. فتحا
..
كل قصيدة..
قول..
ليس كما نقول ولكن،
كشقائق النعمان وسط الحقول
تقول بأيدٍ من نسيم ضد التيار وثغر من رحيق خفي ليس ضد أحد.. تقول..
تهمس.. هل من زمن يبيع الوقت ليشري لحظة “أوركيد” أو دعسوقة أو نحلة، أو سنابل أو ليمون، أو حجر.. أو ناقة تبرك على راحة يد..
تنفث الشقشقة التي توقظ السمع..
ليمرح و يفرح من حين لباب مسدود، لحيرة طبيعية خصبة..
..
أراها ممارسة تعب لا تعفي من التعب.. لئلا يسود القلق لعنة وشوكا بلا ورد ولا حب.. كقصيدة تصير جريدة..
..
كل لوحة..
..
خريف عميق التفاصيل، شارد اللمسات مغرٍ، عظيمها، يبشر بشتاء لا ينكر رقة الندى..
أعتقها من القلق إلى معقول لا معقول من صبح متجدد يأتي بالشمس فريدة لتكون هدية تهوي من نبع أسطوري إلى نور بسيط من حرية و أصالة و تفتح و نفس يبقيك بعدُ كلمة من رحلة سليمة محفوفة بورد حقيقي..
..
..
..
المغرب