نصوص

حناجر حافية

فدوى الزياني
في عينيّ
العابرون بحناجر حافية على أرض البلوز
ألقوا قنابل أصواتهم المسيلة للدموع
و مضوا
في مقهى الانتظار
امرأة وحيدة بين النساء
بأهداب لامعة
ترسم شفاه الرغبة
على فناجين القهوة
تترك للنادل صخب العطر و الاشتهاء
على رصيف المحطة
العمال ببزاتهم البرتقالية
يشذبون وجه الأرض
و بأغنياتهم الشعبية
يغيرون مزاج وحمها السيء
في ردهة القطار
أصحاب الهيبيز بكثافة شعورهم
يتبادلون “الريدبل”
و سجائر سفر لمجرات بعيدة
في مقصورات الدرجة الثانية
مروضوا “الحلقة”
ورواة الأحاجي
يشيعُون سرّ الحبيبات
و بوجوه حزينة يطلقون نكاتاً بذيئة
من النافذة
طفل على مروج الأقحوان
حافياًّ يُدحرج عجلة خشبية
يلاحق غيمات ضاحكة
بينما فوق العشب يخلّف دبييا أخضر
في القطار الذي أمِلت أن يأخذني للبعيد
كنتَ أنتَ في أول الطريق
تبني في دمي روائحك
كيف أشرح لك علميا
أنني كلما تنفستك
تتفجر في قلبي النجوم
و تشتعل في جسدي كل الأنبذة المعتقة
بعيدا عنك
عمر الحريق غابة
والهرب خطوة واحدة .