نصوص

خطاب الناقد البيئي

ياسين بُعبسلام

يقولُ النّاقدُ البيئيُّ في جُزءٍ أخيرٍ من خطابٍ
مُسْهبٍ حول الطّبيعَةِ و الثّقَافَةِ :
” … كُلُّنا في الكون مُرتبطونَ. لسناَ هاهُنا
!لنعيشَ فوقَ الأرضِ بل من أجل هذي الأرضِ
يجبُ بأن نعودَ إلى الطبيعة قبل أن ننسى هويتها ”
يُضيفُ و قد أصاخَ الحاضِرُون السّمعَ :
” لاَ مُستقبلاً لثقافة الإنسانِ إن لم يحفظِ
الإنسانُ بيئتهُ من الأضرارِ.. هذا ما أحاولُ
في كتابيَ أن أوضّحهُ و أوصلهُ إلى القُرّاءْ ”
و يختمُ حفل توقيعِ الكتابِ
( نسيتُ عنوانَ الكتاب: ثقافةٌ خضراءُ
أو هو فكرةٌ خضراءُ أو من أجل نقدٍ أخضرٍ..
لا أذكُر العنوان بالتحديدِ لكن
كانَ بالتأكيد عُنواناً بلونٍ أخضرٍ كالعُشبْ)

يُصافحُ أصدقاءَهُ ثُمّ قُرّاءً أتوْا لشراءِ
أول نسخةٍ لكتابهِ و يوقّعُ النسخ القَليلةَ
قبل أن يمضي سريعاً خارج المعرضْ
وفي الباركينغ يُفكّر في خطابه : ” رُبّما لم أعطه
الوقت الذي يحتاجهُ ليصيرَ أعمقَ في رسالتهِ ”
و يشعُر فجأةً بتوتّر الأعصابْ..
فيبحثُ عن سجائره بجيبِ المعطَفِ الأيسرْ
يُدَخّن واقفاً سيجارةً و يدوس فوق العقبْ
و يَركبُ غاضباً سيارةً بمحرّك دييزلْ قديمٍ
ثمّ يرحلُ تاركاً في الجوِّ حصّتهُ من الدُّخّانْ..