نصوص

الهجرة

 
وديع سعادة
حين ذهبوا لم يقفلوا أبوابهم بالمفاتيح
تركوا أيضًا ماءً في الجرن، للبلبل والكلب الغريب الذي تعوّد أن يزورهم
وبقي على طاولاتهم خبز، وإبريق، وعلبة سردين.
لم يقولوا شيئًا قبل أن يذهبوا
لكنَّ صمتهم كان كعقد زواج مقدَّس
مع الباب، مع الكرسي، مع البلبل والإبريق والخبز المتروك على الطاولة.
الطريق التي شعرت وحدها بأقدامهم لا تذكر أنها رأتهم بعد ذلك
لكنها تتذكر ذات نهار
أن جسدها تنمِّل من الصباح إلى المساء بقمح يتدحرج عليه
ورأت في يومٍ آخر أبوابًا تخرج من حيطانها وتسافر،
ويذكر البحر
أنَّ قافلة من السردين كانت تتخبَّط فيه وتمضي
إلى جهة مجهولة.
ويقول الذين بقوا في القرية
إنَّ كلبًا غريبًا كان يأتي كل مساء
ويعوي أمام بيوتهم.
“الهجرة” التي ستصير قريباً أغنية من تلحين مارسيل خليفة وغناء عبير نعمة.