نصوص

إعدام سقراط

الشاعر المصري محمد آدم
سألوه حقا إن كان يؤمن حقا بآلهة اثينا السوداء أم لا؟
وماذا عن كاهنة دلفي التي تقول
إن الفضاء ماهو إلا مرايا متجاورة
أو قطع من زجاج مكسور
ومكعبات من اللذة
وكل تلك المرايا والأخاديد التي لانهاية لها في ال هناك
والتي تملأ الفضاء الغويط بالثقوب السوداء
من أوله إلى آخره
وأن السماء في الجوهر
تمتد الي مالانهاية
وأن الزمن يتمدد في اللامكان..!!
وأن الصيرورة في الحقيقة ماهي الا الاحساس الحي واللاممسوك للوجود الفعال
في الفعل الانساني
فإذا ما انعدم الوجود نفسه في لحظة ما من الزمن
انعدم الزمن بالأساس
وأصبح الرمز الذي يشير اليه الزمن
والمرموز له في نفس الوقت
هوالصفر
الصفر،الكبير،الواضح
الذي يتوسط الدائرة من أقصي نقطة علي المحيط لأقصي نقطة علي المحيط..
ويربط مابين أجزائها المنفصلة
والمتصلة
حيث كل جزء من أجزاء الدائرة
هو عنصر حي وله وجود محسوس
من كل تلك العناصر المتموجة والفعالة
في قلب كل تلك الدائرة والتي تسمي العالم
وكذلك لايمكن للدائرة أن تتم إلا به
فإذا ما انعدم هذا الجزء
أو فقد
انعدمت الدائرة بالأساس
وكأن لم يكن لها وجود أبدا..!!
ولم يعد هناك سوي العدم المحض
ذلك الخفاش الكبير
والوطواط الأعمى
الذي يسيطر علي نقطة البدء
وحتي خط النهايات
إذ ذاك تذكر سقراط
الرحلة الوحيدة والمثيرة
في حياته المعطوبة كاملة
والتي قام بها كجوال راسخ
ويحمل بقجته علي كتفيه
وعصاه في يده
الى مدينة الاسكندرية
حيث قابل هناك علماء اللاهوت وأساتذتها الكبار
في الفلك
والهندسة
وعلوم الضوء
والكيمياء
وفن الرسم
والتحنيط
داخل المعابد والكهوف
وهناك
وفي بيت من الآجر تماما
وبجوار فنارة الاسكندرية حيث كانت تسكن المعلمة هيبولينا
تلك المصرية الشقراء والتي علمته الأسس المعرفية البحتة للجمال وعلم الهرمنيوطيقا
وقالت له:
إن الجمال في الحقيقة هو اسم زائف لشئ لا وجود له
وإنما يكمن في الذات الناظرة الى الصورة
وهو معني لامبني
لأن كل شيء زائل والي نقصان
والنقص هو الاساس الوحيد للكمال والمعرفة
وأن العدم هو الرمز،الوحيد للصيرورة
هيبولينا
تلك الفاتنة اللعوب
والتي قابلها آلاف المرات على نفس الدكة الخشبية
وفي نفس البيت من الآجر والقش تقريبا
ومارس معها الجنس بضراوة وشهوة
ذلك البيت الذي يمتلئ بالكراكي
وطيور أبي قردان
والأغربة التي،ترفرف هنا
أو هناك
علي صواري السفن البائدة
والتي كانت تأتي من القسطنطينية
ولواء الاسكندرونة
وأرمينيا
وآسيا الصغري
وأذربيجان
وهي محملة باليونانيات الاسطوريات
وذخائر المعرفة
والحبشيات اللواتي كنّ يعملن في الدعارة الرسمية وغير الرسمية
وبدون اجرة تقريبا
وأن ماتعلمه هناك على أيدي الكهنة المصريين
وعبدة الصفر
لم يكن أقل كمالا على الأقل من الواحد اللانهائي…
والذي يقيم في المتعدد
ويسكن فيه
فيما الحارس اللعين ساليناس….
قد أخذ يطعنه بالخنجر
في خصيتيه
وراح يطفئ الشموع المتناثرة
الواحدة تلو الاخري
والتي تضئ عتمة السجن
وهو يصرخ في وجهه
بأن يشرب البقية الباقية من الكأس
لكي تنتهي كل هذه المهزلة اللاإنسانية
والتي أقلقت أبناء اثينا السوداء قاطبة
وجعلتهم شيعا وطوائف..
وأن عليه إن هو أراد أن يخرج من هذا السجن اللعين
أن يستمع الى كاهنة المعبد المقدسة
والتي أخذت الحكمة راسا من فم الالهة
وبدون واسطة من احد
تلك الكاهنة..
التي أباحت الكافة للكافة
وجعلت المدينة الغراء
ترقص
وتغني
علي أنغام الموسيقي
وشعر اليونانيون اذ ذاك
بأنهم في عيد ميلاد دائم وبلا هموم أبدا
ولم يعد يقلقهم الموت في أي،شئ
او تزعجهم فكرة العدم الملعونةهذه
الا أنه وفي هذه اللحظات
وقبل أن يتجرع القطرة الاخيرة من السم
قال:
كل مدينة تخترع آلهتها المقدسة بنفسها
سواء كانوا من الحجر
او البشر
وتجد من الحجج والمبررات
ما تقنع به حتى الكلاب والقطط ، وأبناءالشوارع واللقطاء
على أن هذه الالهه هي،الصحيحة والمعبودة الوحيدة بحق
وأن غيرها من الالهة هي الزائفة والعدوة
وأن من يتبعها كافر
وسوف يكون مصيره في الجحيم..
انظر يا أفلاطون
كم من المحاريث قد حرثت هذه الارض
كم من الانبياء الكذبة
والعرافين
والسحرة
وضاربي الرمل
والودع قد مروا من هنا
كم من المجازر والدماء قد سفكت فوق كل هذه الارض
من أجل الالهة بالذات
وكاهنة المعبد الشرموطة هذه
وأضاف قائلا
الصورة تكمن في المرآة
ولا تكمن المرآة في :- الصورة وما نحن في النهاية سوي تلك المرآة
التي تعكس الصورة
فاذا ما انعدمت الصورة
فلا معني للمرآة بالاساس
واخذ يتجرع السم رويدا رويدا الي أن لفظ انفاسة الاخيرة
وهو يقول:
يالها من حياة
يالها من صور..
آه ياافلاطون
الحقيقة متعددة جدا                              الحقيقةمتعددة جدا ياافلاطون.