نصوص

جثث الحب الطّيعة

فدوى الزياني
كان عليّ أن أقول أيّ شيءو لأيّ أحَد
للكتب المُهملة تحت السرير
لجمهور الدّببَة القطنية المتوثبة حولي
لنصوص الحبّ المقضومة
مثل تفاحة Apple على ظهر هاتفي
للفتات المالح لأصابعي المتيبسة على طاولة الأرَق
للجدران الباردة لسُخرية القدر متواطئا مع الليل الطويل
للمشهد البائس في غرفة بشُقّة صغيرة بمكان ما في حيّ اسمه ” السعادة ”
لكن ماذنب هذه الأشياء و الأماكن ؟
كان علي أن أقول كلّ شيء
للحظات المعنية بالأمر فقط
للحظات التي قبضنا عليها
بأسنان هشة و لطالمَا خشينا معاً فقدانها
عزيزي الحبّ : قبل أن تنفرِط من بين أصابعنا
قبل الوقْت بوقت
قبل أن تمضي إلى حتف الكلمات المسحوبة
بعمليات قيصرية من أفواهنا
قبل أن تمضي حيث الريح ، حيث آخر شجرة ميتة تنفعُ للصَّلب
أو لصُنع فزّاعة بوجه مُقنع
مقنعٍ جدا و مخيف لعصَافير صغيرة تأخرت
عن موعدها و لم ينبُت بعدُ على ذراعيها
زغب السنابِل و حُزن الحقول
هناك تحتها تماما
وقبل أن تمضي كان عليك و بدمٍ بارد
أن تدفعَ عنقي البارد أيضا
تحت مقصلة الكلمة الأخيرة
لا تتلُ صلوات صمتِك
أو تُتمتم بما يُشبه الاعتذار
الصمت ابن لقيط للهروب و الاعتذارات المتلعثمة
تزيد الأمر سوء
للكلمات الأخيرة رهبتها حتى لو كانت قَاتلَة
في الغالب تكون صادقة و عادلة
الموت العادل شرف لا يتكرّر
و أنا امرأة ريفية تكرهُ التكرار و الأدوار المحنّطة يكفي أن تفعلها لمرة واحدة، واحدة فقَط
لأموت بعدها دُون ضجة
و بجثّة طيّعة ونظرة هادئة أصالح في عينيكَ كل عيوُن القتلَة ..