نصوص

مِنْ غُرْفَةِ الإِنْعاشِ

 
فوزية العكرمي
مِنْ غُرْفَةِ الإِنْعاشِ
يُطِلُّ إسْمِي
لِيحْمِلَ حُقُولَهُ وبَيادِرهُ عَلَى الأكْتافِ
وَيخْتَرِقَ قَطراتِ النَّدَى لِمسَافَاتٍ بعِيدَة
غَيْرَ عابِئٍ بِوحْشَة الألْقابِ وقَساوةِ المُدُنِ الحَجَرِية
إسْمِي أطْولُ مِنْكَ أيُّها القَبْرُ
يَزُورُكَ مِرَارًا
فَلا تعْرِف كَيْفَ تصْطادُهُ بأدَواتِكَ البِدائِية
وَلا تَعْرِفُ مَتَى ينْتَهِي طُولُه المُلُوْلبُ
أنا التي حَميْتُ رَحِمَ الأمُومَةِ من الانْدِثارِ
كِدْتُ أنْ أكُون العُصْفورَ السّادِس للجنّة
كَادَتْ الأعْيُنُ تَنْطَفِئُ لَوْ مَرَقَ جِسْمِي عَارِيا
بَيْنَ ثَرْثراتِ العَجَائِزِ وَنُون النّمِيمَة
لَكِنَّنِي عَبَرْتُ مُتُنكِّرًا ملْتَفًّا بِستار…
كَيْفَ وَصَلْتُ إلى هُنا حَافِيًا
رغْمَ الزّلازِلِ ونَزَقِ العابِثِينَ بهَوِيّة الأرْحام ؟
أَنا التِي مَا أطلَقْتُ النّارَ إلّا لِكَيْ أُشْفَى من لَعْنةِ الانتِظارِ
لِأَظلّ الشّاهِدَ السّادِسَ الذِي لمْ يَمُتْ بِجَرَّة قلَم
لَمْ يُلْهه البَياضُ عن اقْتناصِ نصِيبِه مِنْ رحْلة الغِياب