نصوص

الجِّسم المائل

عامر الطيب
الجِّسم المائل إلى أن يصيرَ
شجرةً..
الجِّسم الَّذي يسأل ُ
عن اسمه
بعد عشر دقائق
في الفرن..
الَّذي أخذه الله
وقال:-
طينتهُ الأصليَّة عندي..
أخذهُ الحبُّ
وقال :-
هو من ممتلكاتي..
أخذتهُ السُّعادة
و قالت:-
أنّه هرّة تركض خلف ظلّها..
أخذهُ الوطنُ
و قال :-
سيصبُّ الشَّاي
للرفاق في الحزب ِو يرجع
لأمّه..
أخذتهُ أمّه
و قالت:-
هو فرصتي بأنْ أظلَّ حيَّة
أيُّها الشَّاعرُ..
قال الشَّاعر ُ:-
هو مبلّل
سأضعهُ بين يديَّ
الآن
عادةً بعد أن ْيجفَّ
الجِّسم ُيصير نهرا ً!
¤¤¤
أردتُ أنْ أقول َ
أشياءً
لكن َّالآلهة لم ْتَعطنا
وقتها بخلق العالم..
أردتُ أنْ أكتب َ
عن الأشياء الخاصّة عموماً
لكنَّ أمّي ضيَّعت عليَّ
فرصةَ أن ْأكون َامرأةً..
الأمّهات يلدننا بعد
مخاض
و هذا ما جَعلنا
نتذكّر ذلك
الوجَّع الأزليّ بحرقة ٍ
خلال ما نكتب ُ!
¤¤¤
أنقلُ قصصي الآن
و أحرقُ سنوات
طويلةً كنتُ فيها
مفردا ًمثل شَغَب نبات صحراويّ..
أفكُّ بكِ المُغلق َ
من الغَيب
و أخترع ُاِسما ًللموسيقى ..
أختار ُالقاربَ البعيدَ
عن الدّفء
هكذا كما لا يعلّمنا أباؤنا
بي العطشُ الكاملُ
للحياة
قرب شبرين من المَوتِ
الموت
قرب شبرين من الأبديَّة..
لا أبديّة
للشَّاعر
سوى أنْ يأكلَ قوّة يومه
و يكتبَ..
لا داع
لأنْ تذهبَ إلى البحر
و أنتِ برفقة امرأة..
و لا داع لأنْ تعود
إلى البيت وأنت َوحدك !
¤¤¤
دخل َالوطنُ كلّه إلى الحمَّام
مصرّاً على ألا يسمعَ
الأخبارَ
ولا يشاهدَ هروب
البط ِّ إلى البحيرة
و لا يحتفلُ
مع الأوطان
و قد تحوَّلتْ من عصر الحجر
إلى عصر الرَّصاص..
دخل َالوطنُ كلّه
إلى الحمَّام
منذ فترة بعيدة
و صار َما صارَ
دون أن ْندركَ نحن
إن َّواحداً من أسباب الموت المبكِّر
أنْ يتأخَّرَ المرءُ
في الحمَّام !
¤¤¤