نيران الطرابلسي
من حسن حظي أني امرأة يُمكنها أن تمارس الجنس متى تريد، فكلّ الرِجال خونة حين يتعلق الأمر بالفراش، لا يَتجرأ أحدهم على قول لا لامرأة تطلبه لشهوة، ولأني أُحبهم، أحب اكتشافهم، اكتشاف أجسادهم، إيورهم، انتعاظهم، مَنيّهم.
أحببت الجنس، دائما ما تنتابني رغبات جنونية، كنزع ملابسي في الميترو وجعل جميع الموجودين من الرجال قبل نزولهم عند محطاتهم يمرِرون أصابعهم على ثدييّ، دُبري، شفاهي. أو مثلا تَقبيل رجلٍ لا يكترث بوجودي في السوبر ماركت، أو أن أفتح سحاب “جينزه” بفمي وأشرع في طقوس المصّ، “لنرى إن كان زَبك أيضا لا يبالي بوجودي”.
أتسائل دائماً إن كان الجميع يفكرون مثلي، أم أني حالة شاذة ؟
في الفراش، أنسى كلّ عقدي النفسيّة ، أنسى أبي، وكلّ ما سيفكر به أخي حين يَكبر، أنسى المجتمع الرجعيّ، ونظرات بائع الخضار إلى ثديّ، نفسها الذي أفكر أحياناً بفك أزرار قميصي، و نزع حمالة صدري و وضعها على رأسه، أريد أن أرى ماذا يستطيع أن يفعل هذا الكائن عدا النظر.
في الفراش، أنسى كل شيء، لمسات العجوز لمؤخرتي في الباص واحتكاكه بها، لا أعرف بم سيَشعر وهو يمرر أيره على المكان الذي أخرأ منه، آه كم أرغب بفتح قدمي وجعله يلحس شرجي وأنا أخرأ وأبول وأشتم، لست ساديّة، لكني لا أعرف لم أرغب بتعنيف هذا النوع من الرجال، أرغب بنسيان كل الأشعار القبيحة التي أسمعها في الشارع، تلك التي يُرددها على مسامعي رجال بأظافر كبيرة متسخة، وأفواه بنصف أسنان سوداء،
“نعمل أثناش و مانبطاش”
“شعندك ملوطة يا حوتة”
“تركحلي نهزك لنحلي”
“نرضعهولك”
أنسى كل شيء، أصير إلهةً ذات قدرة خارقة على التصالح والتسامح والعطاء.
لم أتخيّل يوماً، ولم يخطر ببالي، ولو صدفة، أنه يمكن لرجل أن يقول “لا”! ، كنت أظن أن كلّ الرجال بحاجة لامرأة أخرى، تجربة أخرى، لسان آخر، فرج آخر. لطالما تخيّلت الرجال جميعاً بلا استثناء يسيرون في شارع الحبيب بورڨيبة عراة، يقبضون أيورهم المختلفة الحجم بأيدهم، ويردّدون شعارات ضد النظام الذي وضعته النساء لفروجهن، وأحكمن غلقها إلى ما بعد الزواج، إلا أنت.
إلا أنت، لم تَحضر،حيث الريحَ تَلهثُ على اللسان، تُيبسُ حلق السواقي، وأنا أملأ فراغ الكأس، بينما الشِفاه ترفّ.. أتعبتني يا رجل، قَضمتُ أصابعي حين لم تلامس شهوة الأقاصي، هناك حيث لم يبقَ لنا شيء كي ننعطف.
الغبش المسائي يتضافر،
انحباس الرغبة يتراخى،
وقتها ترك الرسالة التالية : ” أحبها… لا أستطيع،”
لم أغضب، لم أنفعل، لم أصرخ، أقسم أني لم أكسر شيء، فقط ،اتصلت بها لتأتي بدلا عنه.
اجلسي إلى جانبي نتجاذب أطراف الوهم، نكذب فيما نصدق، تعالي نكشف غموض الصورة.
أنا: “يحبك”
هي: “يكذب”
أنا: “يحبك”
هي: “قلت يكذب “
أنا: “يحبك”
هي: “أقسم أنه يكذب، لا يضاجعني، يريدني عذراء للزواج”.
أنا: “غبي”
هي: “بل أغبى بكثير”
أنا: “افتحي ساقيك، لم يسبق لي أن رأيت فرجاً مغلقاً”،
ثم غرست أظافري في دبرها، صارت تتأوه وتصرخ “أدخلي يدك،أدخلي يديك”، ابتسمت لمشهد الدماء وهي تلهث وأصابعي تدور في كل الاتجاهات تبحث عن منفذ لغايتها، ضحكنا كثيرا قبل أن أنزع حمالة صدرها الوردية، وأسكب النبيذ الأحمر على حلمتيها المنتصبتين. مررّت لساني عليهما وأنا أتخيّل حجم و طول أير حبيبها الغبي، لو أنه كان هنا، لكان الأمرّ ألذّ.
لا أعرف كيف تركتها فجأة وجلست أمامها صارخة:
أنا: “لمَ لمْ يحضر؟”
هي: “يحبّني..”
أمسكتها من شعرها المجعد ،:” وأنتِ أتحبين هذا .؟..الحسيه، حرّكي لسانك نحو الأسفل قليلا ثم إلى الأعلى، هيّا، أليس أفضل من أير ذاك الغبي.”
صار المشهد جميلاً، حين اختلط النبيذ الأحمر بسائلي ودمائها، اكتملت الصورة الناقصة.
كانت الينابيع تنساب
حنجرة الأرض تتلذّذ
الرقرقة المندفعة لضفاف الآلهة اختبأت.
حينها بَقيت الألوان،
الأحمر، يجرح الصورة
والفصول تمتد في مشهد مختلف،
الجسد يطاول الوقت
العيون تَقع، ثم تتثاءب نحو عين تسيل أحمراً
وحدها شرفات ذاك الحيّ مازالت تحتفظ بالصورة، كان من الواجب إرسال ردّ على رسالته،
” لا أريدك، حبيبتك تكفيني”