نصوص

أبصَرتُ وجهي

حميد الساعدي
أنا لَمْ أكُن إلآيَ في هذا المَدى
أبصَرتُ وجهي
في مجراتِ الحقيقةِ
مَرةً
فتلاقَفَت أسماءَ مَن رَحَلوا حُروفي .
خَيَّبتُ ظَنَّ الوقت
فانسَفَحَتْ على الطرقاتِ عَيني
مالها تَأبى العصافير انهماكي
حينَ ترتعش اليَدان
بكلِ هذا الشوق
والمطر المؤثث
من غيابي .
سَأَدور
حتى أرتمي في الجُبِّ
خَيَّرتُ الصِحابَ
بأن نُوَّليَ وَجهَنا للفجرِ
أو نَهبَ الخطايا
للذينَ تسكعوا في الروحِ
حتى أوغَلوا
وَمضوا إلى زُوّادةٍ
لم يَألَفوها
فَكانَ مِنّا أنْ عَبَرنا
لابتهالاتِ الضَياع.
لِتُؤنثَ الكلماتَ
تحتاجُ الحقيقةَ
لم تكن إلآكَ في هذا المدى
آلآء صورتكَ الوحيدة .
غِبتَ عَنّا
كيفَ ألْقَتكَ السنونُ
على دفاترها
وكنتَ المُنتهى
لقوافلِ الفجر البعيدة.
أنا لم أكن إلآكَ
في هذا المدى
إن لم تكن إلآيَ
فارجعْ للبدايةِ
تلكَ خاتمة القصيدةْ.