نصوص

مشهد شتوي في قريتي

 

حســـــام السراي

مياه النهر
تندفع متدفقة عبر أوردة الطين
المضمخ بلون قريتي..
الى تلك الجهة الصحراوية
الضامئة من خيالي..
حيث….
ناصع كـ قلب أمي
يهبط شعاع وحيد
متمرد وشاذ عن حزم الضوء
المتناسقة..
يهزأ بعقلي
التواق لانعكاساته البيضاء
على خصلات الماء.
الشمس
المطمأنة فوق هذه القصبة
كأنها فتاة حالمة
تستيقظ باكرا ,متشوقة لأصوات
البلابل…
لتترك نواضرها تطوف بآفاق المراعي
لتعلق ذكريات طفولتها
على نواصي الأغنام
في كل صباح
كتلك التي في قريتي…
تأبى الرحيل!
وتريد المكوث طويلا
فوق هذا المشهد البديع.
أتسلل ببياض خيالي
كعصفور…
يستغرق كثيرا في
تأمل المشهد..
لأدرك مرة أخرى
وبمعنى آخر
نزول ليل الشتاء.
لحظات العام الفائت وطيوره
قد رسمت على وجوه الجدران الطينية,
كــ صورتك في افكاري…
وضباب رطب يداعب شباك أفراحي الصغير.
أي لحظة وصف؟!
يسعني إدراكها كليا
لأضمنها نفسي ..
وازرع البهجة بأروقة دقائقي هذه,
وأعيد المشهد من جديد
لأذيب بصري بين
ملامح الفلكلور الجنوبي
لأجني شهدا سومريا
بقدم الحضارة الاولى.
قريتي…
مختصرا لسومر..
” “