نصوص

أتعاطى الأحلام

كمال أبوالنور

أعترف أنني كنت أتعاطى الأحلام
لدرجة الإدمان
الفجر الذي رافقني منذ زمن
كان يقفز معي وراء الفراشات
نأكل معا ونقتسم السرير في الليل
كي لايرهق أثناء الولادة
هل كنت مخطئا
حينما التحقت بجيش من الغيوم
يصد الهجمات المباغتة للجراد
لمجرد استضافتي لصباح مضطهد؟!
هذا الجراد لايكف عن اغتيال النهار
في أول لحظة يكشف فيها عن بهائه
***
فعلت كل شئ
من أجل الوصول
إلى رضابك ياحبيبتي
قبلة واحدة يحلم بها
هؤلاء العاشقون
من أول بائع المناديل
إلى ماسح الأحذية
إلى الفلاح الذي تصحرت قدماه
إلى الطفل الذي فقد
عذريته على مقاعد الدراسة
***
ماعدت تثق في صداقتي أيها الفجر
لهذا امتنعت عن زيارتي
أرجوك لاتغضب على صغاري
أنا من شاهدت النهر – هدية أمي لنا –
يغتصب أمام عيني ولم أفعل شيئا
تركت هذا اللص يتزوج أمي
– رغما عنها وعني –
يبيع النهر لقطاع الطرق ولم أفعل شيئا
يبيع ميراثي من أرض أمي
لخنازير الصحراء ولم أفعل شيئا
حتى صلاتي لك يارب
أصبحت محاصرا ومسجونا ومعذبا بها
أنا مراقب ياأمي من النجوم
من القمر الذي ما شككت فيه يوما
من الأشجار التي ما تذوقت
ثمارها مطلقا
مراقب في الهمس والنجوى لحبيبتي
في أنفاسي ، في النوم
في دبيب خطواتي
برغم هذه التعاسة
برغم هذا الموت
المكرر بشكل يومي
لم أطلق رصاصة واحدة
حتى ولو بالخطأ
مافعلته وأفعله
أنني أصرخ…….. وأصرخ
إلى أن أموت برصاصة طائشة
من اللص الذي تزوج أمي
رغما عني وعنها
وباع لنا الهواء في زجاجات فارغة
***
هذا الطفل الذي تركته
خبأت في حنجرته
طوفانا من المتظاهرين
زرعت في أوردته
ألغاما من الكراهية
يستطيع أن يشد الفجر من رقبته
ويجلب الأحلام بالمجان
يستطيع أن يطهر الشوارع
من آثار أقدام هذا اللص
يفلتر الهواء من أنفاسه السامة
هذه الأسوار الواهنة
تنكشف يوما بعد يوم
لدرجة تسمح للكوة
التي يدخل منها بصيص الضوء
أن تتسع لتدخل الملائكة
إلى كل المنازل
ويخرج الشيطان من بؤرة الخوف
العميقة في قلوبنا
ليموت وحده من الخوف الذي صنعه
وتتخلص أمي منه إلى الأبد