نصوص

احتمال ذو نهاية سعيدة

حسام محمد علي
ضَعي قِلادتينِ من قُرآنٍ وصَليب
دعي عَصبيةَ الصحراءِ تَجفلُ غَيضاً مِنْ هَكذا لُقيا
واسمَحي للسماءِ بأن تُمطرَ رحمةً على البَرية
علَّ الأغبياءَ فيهم يَشعُرونَ بأنَ الأنسانْ .. هو الأديان
اسمحي لشَعركِ بالغروب
تحتَ حِجابٍ معبّأ بحبرِ شِعري
صلِّ واطلُبي مِنَ الله
أن يُهدي كُلَّ أعداءِ الجَمال
اخلعيهِ وشُدي به خَصرك
وارقُصي على أنغامٍ سَبعينية
أُكتبي فوقَ مِعصميكِ “عبد الحليم” و”ميرفت أمين”
دعيهما يَتهامَسانِ ويُتحِفانِ الحاضِرْ
بقبلاتٍ لم تَتَكرر ..
مُنذُ آخرِ مرةٍ كانَ فيها العَرب
لا يُفكرونَ سِوى بالرقصِ والخَمرِ والسَفر
تَعرّي ..
فوقَ مَرايا الوَحدة
وحولي بالتفاتةٍ كُلَّ المُستقيماتِ من حَولِك
إلى مفاتيحِ “بــيــانــو”
تُغري الجُمود برقصٍ قَصيرِ الخُطى
يُلغي قُروناً من كذبِ المشاعِر
وحَوِّلي بهزةٍ لكتفيكِ
النازلينِ من علياءِ القُبَّل
كل ما قالهُ شاعرٌ لحبيبةٍ ولمْ يَفعلْه
لواقعٍ يومِضُ ليلاً بألفِ وجهٍ يُشبِهُكْ
ويحيلُ الصباحاتِ لِزَقزقةٍ تَكتِبُ صَوتَكْ
في الجنائنِ والطُرُقات .. بِكُلِ اللُغاتْ
تَعالَي رَقماً يَتربعُ على راحتيَّ
ويَعدو فوقَ الأصابِــعِ رِبحاً وعَزفاً
علَّني أتناسى أنني “صِفرٌ” تاهَ في خارطةٍ ما
كُلُ ما فيها صَحارٍ بَعيدة
تُذكِرُني كُلما عَلا موجُ الفَقد
بمحنةِ أن نكونَ وحيدين
حيثُ لا يَطرُقُ بابَ يأسنا أحد
من نص “احتمال ذو نهاية سعيدة”.