نصوص

أن أموت في منتصف ابتسامتك

عبدالصبور عقيل

وجدتُكِ مبتسمةً في أحلامي
وأوجعتك
عذراً
فأنا هكذا دائما حَثيثٌ و أخرق
مثل ألمِ الشعر
الذي يسبق ولادة
الحب
**
كي تكتمل الحكاية
كان علينا أن نستعير وجه الغريب
ونبتسم.
**
عفواً عزيزي ديكارت
أنا أحب
إذن أنا موجود
**
عزيزي اليأس
ألم تضجر بعدُ من دُوار الأعالي
دعني آخذُكَ معي في نزهة نحو
الحياة
ولا بأس أن نتهوّر معاً
في هذه المنحدرات.
**
قلبي غيمة
تتمنّع عن الإمطار
في غيابك
**
أنا لا أطرُق
– وإن كُنتُ أبدو كذلك –
أنا أضَعُ كفّي على جُرحِ الباب
الذي ينزفُ في غيابِك
**
أنا شخٌص تائه
ضلَّ الطّريق داخلَ شخصٍ آخر
ينتظرُ منكِ العُثورَ عليه
**
لنُعِدْ كلّ شيءٍ إلى مكانه:
العصافيرَإلى سماواتها،
البسماتِ إلى أطفالِ العيد،
الغرقى إلى النهر،
والأسى إلى يدك الشاحبة
وهي تلوّح للحب.
**
كَأَنَّ الصّمتَ الذي بيننا يسأل:
من زحزح القُبلةَ
عن مكانها.
**
خاشعةً
كان على الموسيقى أن تنحني
حتى يمُرَّ موكبُ إسمك.
**
أحببتُكِ
وهذا ليسَ خطَئي
فكلُّ عِطرٍ يفوحُ يعتَرِفْ:
أنا ذنبُ الأزهار
**
انتظرتك طويلا أيها الحب
انتظرتك حتى نما إسمها في حلقي
كما ينمو من جوف الصخرة الرطبة
العشب
**
كل شيء على حاله
أيها الشعر
وحدها الأسئلة في حلقي
فارقت الحياة
**
ذاكرتي حائطٌ هش،
لا يحتمل أقفاص العصافير،
وفي كابوسٍ طويل رأيته ينهار.
لكن وقبل ذلك بحُلمٍ قصير،
كان عليّ بقنديلٍ مطفأ أن أنفُذَ للسرداب
الذي يحتجزون فيه قصائدي
وعمياء أراها تطير .
**
يجدر بي
أن أموت في منتصف ابتسامتكِ
كي أعيد اختراع حياتي
**
لإن الموتى يستعيدون كل شيء بأعين شاخصة في الفراغ
أريد أن أرحل الآن ولو بعينين مغمضتين
فقط لأتذكر تلك البسمة الطازجة
التي طفت على وجهك أول مرة
مثل القشدة تكلّل الحليب