نصوص

قيامة

(إلى روح عمر نجم الذي لم ألتقه)
فاتكَ
أن الصباحَ الذي خرجَ للتسوُّقِ
لن يغفرَ أبدًا للذين اغتابوه،
ثم ناموا في فراشه ليكونوه.
هل كنتَ منشغلاً بهذا البوحِ
كي تشرِّدَ الطيورَ،
وتردَّ اللونَ إلي الكائنات؟
لكأنك
تأبى المكوثَ بيننا نتدبَّرُ الأمر،
وكأن خطاك لم تكن سوى فكرتك
التي تقرأُ الأرض،
فاتك أيضًا
أن المقاهي تبدِّلُ عاشقيها
كي لا يموتوا،
وأن الشوارعَ أخذتْ كفايتها
من الكلام،
و الوقتُ صار أوهن من حقيقتك
الحقيقة.
وفاتنا أن نلتفتَ إلي رجلٍ
ترك عِبارةً مندَّاةً علي المائدة،
وقام إلى صلاةٍ طويلةٍ
وواصلة.