نصوص

أورام

أحمد ضياء
في العيدِ أفتحُ جلابيبَ اليتامى
وأودعُ الله بسراويلهم المحشوةَ بالفقر
في العيدِ أقبلَ الجنديُ وهو يجرُ أنفاسهُ الممدودةَ
فوق رتلٍ من مقابرٍ تصيحُ
في العيدِ يعلو صياحُ الثكلى
في العيدِ يعلو نحيبُ الطفلِ
صارِخاً ،
أين أبي؟
في العيدِ تخرُ الملائكةُ بقبعاتهِم وأجنحتهِمِ الفضفاضةِ ترفرفُ على هلاهلٍ متناثرةٍ
في العيد أبحثُ عنه في الروازين والمزابلِ وحفاضاتِ النساءِ والمخازنِ والاروقةِ والسماء وفي الارض علني المحُ ظلَّه المسكوبَ على مخالب الجمرِ التي أورثها في أحداقِنا
في العيدِ أسألهُ أَنْ يا رب جرِّبْ ولو لمرةٍ أن يكونَ لك ابٌ وأم، ويأتي شخصٌ ما يخطفهما من بين ناظريك؟ أسألهُ أتحسُّ بالكماداتِ وهي تضعها فوقَ وجه الهواء؟ أتحسُّ بالنوم حيث يخرجُ من مساماتها العطشى؟ أتحسُّ بالألمِ الذي يكابدُه الابُ حيثُ لا رغيفَ لديه؟ أسألهُ هل عملوا لكَ عيدَ ميلادٍ بلا كفوف؟ أسألهُ هل جربت النوم على أكتافِ أم أرضعتك فضاءاتَ الكتابةِ والقراءةِ والحروبِ؟ أسألهُ هل المآسي جزءٌ من هويتي المتمخضةِ بالأنين؟ هل المفخخةُ وهي تسبي شيبَ الشوارعِ باتت تضطرمُ هائجةً من صهيل الصرخة؟ هل شاهدت الأمهاتَ وهنَّ يركضنَ لحظة سماعهنَّ زعيقَ العبوة. وحيثُ بلا اتجاه تركض الارائكُ؟