خاص مجلة نصوص
“الذاكرة ليست دائمًا بيضاء” هو عمل شعري جديد للشاعر اليمني أحمد الفلاحي، يخرج إلى القارئ عبر شبكة أطياف الثقافية للدراسات والترجمة والنشر في العاصمة المغربية الرباط، ضمن سلسلة الكتب الشعرية التي تصدرها مجلة “نصوص من خارج اللغة”.
في هذا الديوان، يقدم أحمد الفلاحي تجربة شعرية تمزج بين العمق الإنساني والرؤية الفنية، مستعرضًا من خلال نصوصه تناقضات الحياة وتعقيداتها. يتناول الشاعر موضوعات تمس جوهر النفس البشرية، مثل الحب، الغربة، الحرب، والزمن، برؤية تجعل من الذاكرة محورًا لفهم العالم والتفاعل معه. “الذاكرة ليست دائمًا بيضاء” عنوان يفتح أفقًا تأمليًا، ليكشف عن الجوانب الرمادية للذاكرة الإنسانية وما تحمله من صراعات بين الماضي والحاضر.
تتميز قصائد الديوان بلغة شعرية ثرية، حيث يستعين الشاعر بالصور المجازية العميقة والتراكيب المدهشة، ليخلق عوالم شاعرية متداخلة تسحب القارئ إلى فضاءات من التأمل والدهشة. كل نص في الديوان يتعامل مع الذاكرة ككائن حي يتنفس وينمو، يحمل أوجاعه وأفراحه، ويستدعي ألوانًا تختلط بين الأبيض الناصع وظلال الرمادي الكثيف.
من خلال قصائد مثل ظلال الشتاء وأنا الأرض والعطش، يخلق الفلاحي صورًا شعرية تحتفي بالإنسان في مواجهته للمصير، وتكشف عن تفاصيل دقيقة للحظات الألم والفرح والحنين. النصوص تسير بخط متوازن بين العمق الفلسفي والبساطة الجمالية، مما يجعل الديوان نافذة لقراءة جديدة للتجربة الإنسانية.
“الذاكرة ليست دائمًا بيضاء” ليس مجرد مجموعة شعرية، بل هو شهادة فنية تعبر عن حالة الشاعر في مواجهة العالم، وتدعونا للتأمل في ما يتركه الزمن في أرواحنا من أثر. إنه عمل ينساب بهدوء لكنه يترك أثرًا عميقًا في ذاكرة القارئ.