عبدالله أحمد السقطري
بين أصابعي يتسلل الضوء،
يمرّ كأنه ماء يسير إلى غيابه.
أتركه يسافر عبر زوايا الغرفة،
يبحث عن نافذة لم تُغلق بعد.
الليل طويل،
وكل ما أراه هو انعكاسه على جدران الحيرة.
أحيانا أشعر أنني جزء من هذا الظلام،
لكنه لا يأخذني بين ذراعيه.
أمدّ يدي للنور،
فيهرب مني.
يبقى الليل وحيدا،
احادثه
ما النور في غيابكِ عني؟.
أمسح الغبار عن وجه السماء،
فتنبعث أغنية قديمة،
في ركنٍ مهجور في الذاكرة.
أستمع لصوت الريح
وهي تسرد قصص الرحيل،
كأنما الغياب لغة جديدة.
أمسك أطراف الأغنية،
أحاول أن أخيط منها ثوبًا للحظات الممزقة.
لكن كلما غزلت خيطًا،
تفلت مني الكلمات.
أغني للبحر،
يبتلع صوتي بين أمواجه.
وكلما حاولت أن أكون موجة،
أدرك أنني الريح.
ليلة بلا قمر،
وأنا على حافة الانتظار.
أمدّ يدي إلى السماء،
أبحث عن بقايا ضوء،
الليل يلتهم كل شيء.
على النافذة،
ظلي ينتظرني.
أتركه خلفي وأمشي،
ربما يعثر القمر على الطريق غدًا.
لكنني أعرف أنه مهما جاء،
لن يحمل معه الأجوبة.
السماء تمطر غيابًا،
وأنا أرتدي صمتي كمعطف دافئ.
شاعر وصحفي يمني ـ سقطرى